لماذا وصفت المواقع مهند بأنه ش....

| كتبت ليلـى أحمـد |

ما ان ينجح ويشتهر اي مخلوق في اي من مجالات العمل في البلاد العربية، سواء كان «بزنس مان» يدير اعماله التجارية عبر الطائرات، متنقلا من بلد الى بلد، مشغولا بتطلعاته في زيادة رقعة ثروته، او كان مطربا يتنقل من بلد الى بلد ليحيي الحفلات، او حتى كاتب ناجحا في صحيفة يومية، او ممثلا ناجحا ومذيعا متفوقا في التلفزيون، اشهرتهم قدراتهم الادائية وكاريزما الحضور اللامع، حتى تنهال عليهم مشاعر الجماهير المحبة والمعجبة ملتفة حولهم، ومنهن النساء اللواتي لا يوفرن فرصة للوصول الى رجل احلامهم. وبناء عليه تعلي الصحافة أكثر وتشعلل «الجو» بالبطل الانموذجي الناجح وتبحث عنه ليتصدر اغلفة اخبارها، وتوصمه بطيب القول او... سوئه !

وعلى الرغم من اعجابي الشديد باداء الممثل التركي كيفانغ تاتليتوغ الذي يؤدي دور «مهند» في المسلسل التركي «نور»، والذي ما زال يعرض على فضائية mbc فان اعجابي به لا يتعدى احترافيتة في الاداء التمثيلي المقنع بعد ان «زهقنا» اداء النجوم المصريين والخليجيين «استثني السوريين» من ملل الاداء التمثيلي والاحساس البارد الذي لا يتغير من مسلسل وآخر...حتى تكاد ان تقول ان العرب استهلكوا تماما ما لديهم من قدرات في الابداع التمثيلي، نفس الملامح الانفعالية، نفس الوقفة امام الكاميرا الحريصة ليست على الاحساس بالدور بل بأشكالهم الملطخة بالماكياج الرخيص، نفس العينين البليدتين، والجسد المتخن بموت الاداء، الحالات الانسانية كلها مثل «ستامبة» ممللة... ومكررة، حتى ان اعين الناس تعودت على اشكالهم التى يحرصون على تلميعها فينتبهون لبؤس القصص والحكايات المكرورة ايضا في المسلسلات العربية، ليقتلوا به اوقات فراغهم.

جاء المسلسلان التركيان «سنوات الضياع» ليعمر بيوتنا بوسامة «يحيى» الذي خصه الله بوسامة ذكورية استثنائية، وكذلك الناعمة «لميس» في نفس المسلسل، اتت نور السمراء مع مهندها ليقلبا وجدان امة العرب، خصوصا النساء، وعلى الرغم ان قصة مسلسل نور الرومانسية الاجتماعية مشوقة الى حد ما، لتوالي الاحداث، ففي كل حلقة، لابد من اضافة حدث فرعي يبدو صغيرا وليصبح كبيرا، ولنركز كمشاهدين على صيرورة حياة ابطاله مع اقدارهم ونتابعهم بشغف.

رومانسية مهند

«مهند» الذي سلب لب الحريم ليس لادائه التمثيلي المبهر الذي انساه وسامته، بل ركز على طاقة الاحساس لديه . نساء العرب غرمن بمهند، واعتقد ان الدور الرومانسي في علاقته بزوجته نور هو الذي جذبهم اليه، وان صرحت بعض – جليلات الحيا – ان شكله هو الذي لفت نظرهن.
اعتقد ان الجفاف الزوجي في العلاقات الزوجية العربية، الذي لا يجيد به الزوج المعاملة الرومانسية، كإهداء زوجته الورود، او دعوتها على العشاء في اجواء رومانسية، وان فعلها العربي فهو لا يتحدث اليها، وتتجه عيناه للغادي والرايح على الطاولات المجاورة، الرجل العربي غائب الاحساس تماما عن احتياجات رفيقة دربه وغياب الاحساس هو سبب رئيسي للهوس الحريمي بمهند التركي.
وكذلك غياب الرومانسية يجعل كل امرأة تحلم بشاب ثري، ووسيم، بديلا عن هذا الزوج البليد الاحساس، فحتى لو لم تصرح بعض النساء عن ذلك علنا، الا انه المبتغى والحلم حين يداعب مخيلتهن لحظة يضعن رؤوسهن على مخدة الفراغ العاطفي في لياليهن المؤرقة.

ليس وسيما

ارى ان مهند ليس وسيما، فهو ناعم البشرة - انعم من بشرة امي... لامع صقيل، لا خشونة به، بل ان يحيى أوسم منه واكثر رجولة، كما ان بياض مهند الفاقع وخدوده المحمرة على الدوام بعينيه الزرقاوين المحاطتين بقوسي حواجبه الشقراء الخفيفة الشعر، لا تحسسك ان الحواجب هي «برواز» لجمال العينين، بل ان لونيهما الفاتحتين بسبب الشقار يلغيان دورهما الجمالي كإحاطة لعينيه الزرقاوين، وشنبه الاشقر يشبه شنب ولد في اول سنوات البلوغ، كما ان صدره ليس عريضا «لتنبطح» عليه النساء كما تشتهي، وتتنقل من كتف الى كتف بكل حرية، بل هو كتكوين رجولي محدود الشكل، يبدو جسده كصبي طويل القامة، غير مثير لامرأة سويه و لا تدل كل هذه الامكانيات الشكلية لدى مهند على خشونة كما يفترض في الشكل الذكوري الشرقي الصرف، حتى اني اتخيل احيانا لو ان امرأة ما، اظافرها طويلة ان اقتربت من وجهه لتلف ملامحه بحنان، فاي خطأ باظافرها قد يجرح بشرته وينفجر الدم من وجهه، بسبب نعومة ملمس بشرته...
بالمقاييس الشرقية التى نحبها في الرجل المبتغى، لا يلعب اللون الاشقر في وجدان المرأة الشرقية شيئا كبيرا، فيحيى في مسلسل «سنوات الضياع» تحس بخشونة شكله، ببشرة وجهه السميكة، وشاربه الاسود الكثيف، رجل ذكر أصلي بصدره العريض المسنود على قامة رجولية حقيقية، حتى وهو يمثل دوره الرجل العاطفي مع لميس تشعر انه رجل كامل الدسم وليس ولدا ملونا له ستايل عالمي غربي أكثر من كونه شرقيا كما الحبيب «مهند»

ابداع الاخراج

في الاداء التمثيلي والاخراج والكوادر المقطوعة على المشاهد، يتميز الاخراج التركي بحميمية التفاصيل، كما ان نقلات الكاميرا للمشهد الواحد، يعطي تنوعا واشباعا لعين المشاهد، ويحترم حاجة المشاهدين الى تجديد زاوية التصوير للمشهد الواحد، تشعر ان اختيارات الاتراك للموسيقى التصويرية ليست فقط لتعبئة الفراغ، بل ان الموسيقى لها تعبير درامي مواز لاحداث المسلسل ان كان في «سنوات الضياع» او «نو» لا شيء «عبيط»، وسد الفراغ كما يحصل في المسلسلات الخليجية والمصرية، كما ان الازياء تشبه ما نرتديه في بيوتنا من دون مبالغات «هيلقية» ومبهدلة كما عندنا. اضافة الى فخامة الانتاج في الديكور المنزلي الداخلي من الصالون الى المطبخ الى غرف النوم، كلها حالات عصرية من دون مبالغة، نهاية بالتصوير الخارجي بطبيعة تركيا الساحرة.

أمراض العرب

كل ما تقدم من ذنب هذه الرؤية – خاصتي – وما تأخر بسبب الاستعجال، اريد ان اصل الى التشويه العربي الذي يعبر عن تشويه نفسياتنا، واننا نقع في الدرك الانساني الاسفل من ثقافتنا الروحية في تشويه صور المشاهير ومنها ما حصل مع «مهند» في المسلسل التركي «نور».
فالكثير من المطبوعات العربية والمواقع الالكترونية هالها ان تجد هذا الالتفاف الجماهيري غير المسبوق حول المسلسل، واهتمام النساء وشغفهن بما يفعله مهند لزوجته، من حب وصبر وعواطف جميلة واهتمام حقيقي بها، جن جنون هذه المواقع الالكترونية والمطبوعات، فصبت لعنتها الحاقدة والقليلة والقاصرة من خلال تلفيق اتهام له بالقول ان: «مهند من ال*** الثالث، وانه يميل للرجال... وياحريم العرب انقبرن في بيوتكن واحبوا ازواجكن... المملين العاجزين عن العطاء...»! لكن من شاهد منهم مهند وهو في وضع مخل مع احد الشواذ المثليين.
حسنا هل توجد صور له وهو في هذا الوضع «العيب»، ولم لم تجرؤ المطبوعات الالكترونية والمجلات الصفراء بنشر صور مهند لتثبت حالته امام الجماهير المهووسه به، اليس عيبا وحراما الصاق التهم على مهند من المرضى المزمنين المهوسين ال***يين وبالخيالات المريضة التي لا علاج لها في نفوس من يتولى تأليف ونشر هذه الامور المخلة بسمعة البشر المشاهير.
اليس مقنعا لنا ان مهند اعلن انه سيرتبط بملكة جمال تركية وهو على علاقة حب معها، وانه قريبا سيعلن خطبته الرسمية منها، فلماذا تشويه سمعة نجم شاب يطل عبر نافذة mbc على جميع امة العرب... فعلا مرضى ؟؟

جفاف الرجل العربي

ذكرت ان أداء مهند الاستثنائي ادهشني في كل حالاته النفسية والفكرية وحركة الجسد في الاداء التمثيلي، ولم يهمني شكله، ولنفترض ان مهند كان يمثل بمسلسل «ماسخ» من الاكشن او الخيال العلمي هل كانت ستلتفت له النساء، ان نسبة الطلاق التي اعلنت في مجموعة من العواصم العربية سببها «حاجة المرأة للرومانسية» كما يفعل مهند مع نور... وليس هوسا مجنونا فقط بشكله !
مهند اذا guy من ال*** الثالث، لابد من تشويه صورة الرجل بما يتناسب مع امراضنا واحقادنا ضد جميع المشاهير، فالنساء ايضا «يحوشهن» طشار التشويه، فهن اما «رايحين فيها... منحرفات» او اذا اعرضن عن اقامة علاقة مع من لا يعجبها وغير مقتنعة به، وتحترم مشاعرها فهي حتما سحاقية، تجنح نحو الممارسة المثلية تجاه النساء مثلها.
مهند الشاب المولود في العام 1983 تعجب من اطلاق شائعات السلوك المنحرف عليه في الوطن العربي، هو شاب شديد الوعي، جاد جدا في عمله، ويدرس التمثيل ليطور من ذاته وقدراته في الاداء التمثيلي، يهمه ان يصل لحلمه في ان يكون ممثلا جيدا ومقنعا في ادواره، فهو احب التمثيل ووجد نفسه به،لان هذه المهنة التى يقودها باحترافية عالية تفجر طاقاته التعبيرية عن مختلف الحالات الانسانية، يهمه أكثر ان يضع خطا احمر فاصلا بين شراسة سطوع نجوميته وحياته الشخصية مع خطيبته التركية. وهذا حقه تماما. «اشتبون منه اكثر».

راسلوا ابن الشرق

ولأن مهند ابن ثقافة شرقية، وان انفتحت على الغرب من بدايات صعود رئيس تركيا الراحل مصطفى اتاتورك، الذي اراد ان تلحق بلده تركيا بالعالم الغربي، الا ان الجذور شرقية في المجتمع التركي حتى النخاع، وتؤكد العلاقات الاجتماعية على حتمية التواصل الدائم في الاسرة الممتدة... الجد والام والاحفاد، وبالتالي نقل القيم الاجتماعية في السلام الاجتماعي بالتوارث والمعاش اليومي، مهند يستحق ان نلتفت لموهبته الفذة، يستحق التراسل الالكتروني دعما لحضوره في عالم عربي معقد ومريض، يشوه صور المشاهير ليثير زوبعة رخيصة حول اخلاقيات المشاهير.
اكتبوا له باللغة الانجليزية الى بريده الالكتروني لعله يعرف حجم نجوميته وان العرب ليسوا كلهم مرضى شذوذ ***ي فحسب... لا تترد في كتابة ملاحظاتك له عن دوره ومسلسله «نور»... فهو عينه عليكم انتم لا على مواقعنا الالكترونية والمطبوعات العربية المريضة... جدا...

الراي

تحياتي

وااااااااااااو موضوع حدااا روعه Smile

تسلم ايدج بعد قلبي